وقال الدكتور الحموري، خلال افتتاحه اليوم الأربعاء، التوسعة الخامسة لشركة فيلادلفيا للطاقة الشمسية، وزيارة مصنعين بمنطقة القسطل جنوبي عمان، إن الحكومة تستهدف من خلال هذا البرنامج دعم 80 شركة صناعية كمنح مالية غير مستردة بسقف يصل إلى 10 آلاف دينار لكل شركة وبنسبة تمويل تصل إلى 70 بالمئة من مجموع كلف الشحن ضمن شروط ومعايير محددة.
وأضاف أن البرنامج الذي ينفذ من خلال المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، يهدف إلى تحفيز وزيادة الدخول إلى الأسواق الجديدة، غير التقليدية التي تشمل الدول الإفريقية كافّة باستثناء العربية منها، بالإضافة لروسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وقيرغيزستان ووكازاخستان وسنغافورة وأذربيجان.
وأكد حرص الحكومة على تنفيذ توجيهات ورؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم القطاع الصناعي وتطويره ومعالجة المشكلات التي يعاني منها، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الحقيقية والفاعلة مع القطاع الخاص للتطوير والتباحث حول آليات دعم مختلف القطاعات بما يسهم في تعزيز الوضع الاقتصادي.
وقال وزير الصناعة إن الحكومة عملت ضمن خطة متكاملة لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد وكانت الأولوية وما تزال صحة المواطن وسلامته، وفي ذات الوقت الحرص على إدامة عمل القطاعات الأساسية كالقطاعات الطبية والغذائية لتلبية احتياجات المواطنين.
وأضاف أن الوزارة عملت بتشاركية غير مسبوقة مع القطاع الخاص لأجل المحافظة على المخزون الاستراتيجي من السلع الغذائية؛ حيث حققت الخطط التي جرى إعدادها بهذا الشأن أهدافها وتوفير كافة السلع التموينية ومواجهة الطلب المرتفع عليها ولم تسجل أي حالات نقص أو فقدان لأي مادة من رفوف المحلات التجارية.
وبين الحموري أن القطاع الصناعي أدى دورا كبيرا أيضا؛ حيث استجاب للتحديات وبذل قصارى جهوده لتلبية احتياجات السوق، وخاصة من المستلزمات الطبية؛ حيث تحول الأردن بوقت قياسي إلى دولة مصدرة للكمامات وبعض المستلزمات الطبية.
وبحسب الحموري، كان الانتاج المحلي من الكمامات قبل الأزمة لا يتجاوز 30 ألف كمامة ويقوم على إنتاجها مصنع واحد فقط واليوم يتراوح الإنتاج المحلي يوميا بين 4 ملايين إلى 6 ملايين كمامة وعدد المصانع المنتجة لها 20 مصنعا، إضافة إلى ارتفاع الإنتاج من المستلزمات الأخرى ومعدات الوقاية الصحية.
وأشار الحموري إلى برامج دعم القطاع الصناعي التي أطلقتها الحكومة وفي مقدمتها برامج توسعة قاعدة المصدرين وزيادة الصادرات للعام 2020 ويشتمل على دعم الشركات الصناعية من أجل التصدير لأول مرة، وبلغ عدد الشركات التي استفادت من هذا البرنامج 30 شركة، إضافة إلى تدريب 60 شركة على مواضيع التصدير.
ولفت إلى نجاح المصانع في التشبيك مع الموردين بدول الخليج العربي؛ حيث قامت 6 شركات بالتصدير، فيما هناك 15 شركة قيد توقيع العقود.
وأشار إلى برنامج دعم تحويل نماذج اختراعات إلى مشاريع تجارية؛ حيث بلغ عدد الشركات المستفيدة من هذا البرنامج 10شركات، إضافة إلى برنامج دعم التجارة الإلكترونية أو العمل عن بعد؛ حيث بلغ عدد الشركات المستفيدة 40 شركة.
كما قامت الحكومة، بحسب الحموري، بإطلاق برامج تنويع الصادرات جغرافياً وسلعياً، ويتضمن تنويع الأسواق التصديرية والسلع المصدرة، إضافة إلى برنامج دعم تعديل خطوط إنتاج.
من جهته، أكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، المهندس فتحي الجغبير، أن الصناعات الأردنيّة تحرص على مواكبة أحدث التقنيات المتبعة في العالم لتطوير منتجاتها، ما ساهم في تواجدها بالسوق المحلية ووصولها إلى الكثير من الأسواق العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى أنها أثبتت قدرتها على توفير مستلزمات واحتياجات المواطنين الأساسية خلال أزمة فيروس كورونا.
ودعا الجغبير إلى إعادة تأهيل الطريق الرئيس المؤدي إلى المشتى والمدينة الصناعية في القسطل (طريق الشحن الجوي)، لعدم ملاءمته الأهمية الاقتصادية للمنطقة التي وصلت صادرات مصانعها خلال العام الماضي إلى 2ر1 مليار دينار وبرأسمال يتجاوز 5ر1 مليار دينار.
وقال المدير التنفيذي لشركة فيلادلفيا للطاقة الشمسية، عبدالرحمن شحادة، إن الشركة تأسست عام 2007 ، وتقام مصانعها على مساحة تقارب 15 ألف متر مربع برأسمال 25 مليون دولار، مبينا أن فيلادلفيا تعتبر الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا في تصنيع وتطوير وتصميم وبناء وتملك وتشغيل محطات توليد الطاقة الكهروضوئية.
وبين أن الطاقة الإنتاجية للشركة زادت من 10 ميجا واط عند التأسيس إلى 500 ميجاواط مصحوبة بخطوط إنتاج الهياكل المعدنية بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ميجاواط سنويا، فيما توظف 504 موظفين وتصدر منتجاتها لأكثر من 47 دولة حول العالم.
وحسب مدير عام شركة ضفاف النهرين للصناعات الغذائية، ثائر العاني، تأسس مصنع الشركة الذي ينتج ما يقارب 40 صنفا من مشروبات الطاقة والعصائر بمنطقة القسطل عام 2008، ويعتمد على المواد الأولية المتوفرة محليا.
وأشار العاني إلى أن منتجاته تصدر اليوم إلى 25 دولة عربية وأجنبية، فيما وفر المصنع نحو 200 فرصة عمل، مبينا أن الشركة ستوسع استثماراتها من خلال إنشاء مصنع للبقوليات المعلبة بمدينة الزرقاء.
وأكد العاني، وهو مستثمر عراقي، أن الأردن ومن خلال تجربته العملية من أفضل الدول التي يمكن الاستثمار فيها.
من جانبه، أشار مدير عام شركة المنارة الأردنية لصناعة الأحذية، صبحي جبجي، أن مصنع الشركة تأسس قبل أكثر من نصف قرن وتخصص بإنتاج مختلف أنواع الأحذية قبل أن يتخصص عام 1995 في إنتاج أحذية السلامة المهنية.
وبين أن شركته تزود الكثير من الشركات الصناعية المحلية بما تحتاجه من أحذية السلامة، بالإضافة لتصدير منتجاتها التي حصلت على شهادات عالمية متخصصة إلى 17 دولة عربية، لافتا إلى وجود 75 شخصا يعملون بالمصنع، 15 بالمئة من الإناث.
وأوضح جبجي أن طرح العطاءات الحكومية تساعد الشركة على التوسع في الإنتاج وتوفير المزيد من فرص العمل، مشيرا إلى وجود منافسة قوية من مستوردات دول مدعومة في بلادها.
بدوره، دعا رئيس جمعية مستثمري القسطل والمشتى الصناعية، محمود خضر، إلى الإسراع في تأهيل الطريق الرئيس المؤدي إلى المدينة (طريق الشحن الجوي) لأنه لا يتلاءم مع الأهمية الاقتصادية للمنطقة التي تضم 235 استثمارا إلى جانب 110 مستودعا للتخزين.
وأكد أن الاستثمارات المقامة بالمنطقة أسهمت في توفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل؛ حيث تشكل العمالة الأردنية منها نحو 90 بالمئة من إجمالي العاملين، مشيرا إلى أن 60 بالمئة من إنتاج المصانع يذهب للتصدير.
وأشار إلى وجود تحديات تواجه الصناعة الأردنية، في مقدمتها ارتفاع كلف الإنتاج والتشغيل وأجور الشحن، وضعف المنافسة مع المنتجات التي تدخل السوق المحلية من دول المنطقة التي تدعم صناعاتها.