قال رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير إن حجم الإنتاج القائم السنوي للصناعات العلاجية واللوازم الطبية يقدّر بـ 5.1 مليار دينار ، ليشكل بذلك ما نسبته 8 %من إجمالي الإنتاج القائم للقطاع الصناعي الاردني ، كما تسهم تلك الصناعات بما نسبته 2 %من الناتج المحلي الإجمالي ، من خلال ما تخلقه عملياتها الانتاجية من قيمة مضافة تصل الى ما نسبته 46 %من إجمالي الإنتاج القائم للقطاع .
وأشار إلى دراسة أعدتها غرفة صناعة الأردن ، أظهرت أن إنتاج الصناعات العلاجية واللوازم الطبية الموجه الى السوق المحلي يغطي بالمتوسط أكثر من 54 %من اجمالي استهلاك المواد العلاجية واللوازم الطبية في السوق المحلي .
وبين الجغبير أن حجم الصادرات الدوائية والطبية الاردنية بلغ خلال العام 2019 ما يقارب 436 مليون دينار، لتستحوذ على ما يقارب 9 %من إجمالي الصادرات الوطنية، اذ وصلت صادرات القطاع الى ما يقارب 90 دولة حول العالم، ما يدلل على قوة وجودة المنتج الأردني وقدرته العالية على منافسة أبرز الدول العالمية، بفضل ما تمتع به منتجات الأدوية من تنافسية عالية جراء تطبيقها لأفضل المواصفات والمقاييس العالمية.
وتعتبر الأسواق العربية أبرز الأسواق الجاذبة لصادرات قطاع الصناعات العلاجية، حسب الجغبير، حيث تستحوذ على ما يقارب من 80 %من اجمالي صادرات القطاع، وتعد كل من السعودية والعراق والجزائر أبرز الأسواق العربية الجاذبة لمنتجات هذا القطاع، وعلى صعيدالأسواق غير العربية تعتبر كل من الولايات المتحدة وتركيا واوكرانيا وباكستان من
الأسواق الجاذبة لمنتجات هذا القطاع.
وحول الأهمية التي اكتسبتها هذه الصناعات خلال أزمة كورونا ، قال رئيس غرفة صناعة الأردن أن القطاع الصناعي أظهر خلال هذه الأزمة قدراته الانتاجية الكبيرة في توفير العديد من السلع الاساسية للمواطن الأردني وللقطاعات المختلفة، ودعم المخزون الاستراتيجي للمملكة، وتحقيق الإكتفاء الذاتي، وخاصة تلك المنتجات من المعقمات والمطهرات ، والأدوية والمستلزمات الطبية، والمنتجات الغذائية الأساسية.
وأشار إلى أن ما حصل على مستوى العالم من اتخاذ العديد من دول العالم لاجراءات احترازية من منع تصدير الأدوية والمستلزمات الطبية، أثبت تماماً القدرات الانتاجية الضخمة لقطاع الصناعات العلاجية والمستلزمات الطبية في الأردن، و الدور المحوري والحيوي التي تتمتع به، اذ أنها استطاعت توفير كل المستلزمات الدوائية والعلاجية للسوق المحلي، دون أي إنقطاع في توريدها أو انتاجها، على عكس ما حصل في العديد من دول العالم.
وأكد أن قطاع الصناعات الدوائية في الأردن واكب مختلف الأبحاث العلمية المتعلقة بفيروس كورونا وكان سباقاً في توفير كل ما يلزم لدعم جهود محاربة الوباء،؟
وضرب مثالا على ذلك، ما جرى في بداية الأزمة عندما انتشر عدد من الابحاث العلمية التي تؤكد فاعلية دواء أدفاكوينيلHydroxychloroquine في علاج مرضى فايروس كورونا،
فقد قامت شركة أدوية الحكمة وعن طريق وزارة الصحة في التبرع لتأمين جميع احتياجات المصابين في الأردن لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
ولفت إلى أننا رأينا حصلنا على قصص نجاح بسواعد أردنية من إنتاج منتجات أساسية لمواجهة وباء كورونا، اذ أصبح لدينا اليوم اكتفاء وفائض من الكمامات الطبية الجراحية، هذا بالاضافة الى تصنيع أجهزة التنفس الصناعي وتطويرها بأيدي أردنية، فضلا عن ما قام به مركز الملك عبداالله الثاني للتصميم من تصميم وانتاج 3 مستشفيات متنقلة قابلة للتوسع، ومجهزة بكامل الأجهزة الطبية. وكل هذا من شأنه رفع سوية وجاهزية الأردن في مواجهة انتشار وباء وكورونا، والذي بفضل االله وحمده حقق الأردن قصة نجاح كبيرة في الحد من انتشار الفيروس وحماية المواطن الأردني، بفضل الجهود المشتركةما بين الحكومة والقطاع الخاص وعملهما سوياً في هذا المضمار.