بحضور وزير الصناعة والمعادن العراقي والسفير الاردني بالعراق ورئيس غرفتي صناعة الاردن وعمان
الشمالي يفتتح معرض الصناعات الأردنية في بغداد
أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي أن وجود الصناعات الأردنية في العراق ليس للتنافس وإنما في سياق التكامل لبناء شراكات استراتيجية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
جاء ذلك خلال افتتاحه مندوبا عن رئيس الوزارء الدكتور بشر الخصاونة أمس معرض الصناعات الأردنية بحضور وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل الخباز والسفير الأردني في بغداد منتصر العقلة.
وينظم المعرض غرفة صناعة الأردن بالتعاون مع وزارة الاستثمار، بمشاركة 95 شركة وطنية تعمل في قطاعات صناعية مختلفة، ويتضمن عرض عينات أمام رجال الأعمال العراقيين وبيعا مباشرا للجمهور والمستهلك النهائي.
واكد الشمالي متانة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وحرصهما للوصول الى مراحل متقدمة من التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بخاصة التجارية والاستثمارية بما يخدم المصالح المشتركة.
وقال إن الأردن والعراق يعملان بشكل مستمر على تعزيز التعاون الاقتصادي تنفيذا لتوجيهات قيادتي البلدين وتحقيق التكامل في عدة قطاعات في إطار التعاون الثلاثي الذي يضم مصر أيضا مشيرا الى أنه يتم العمل على أكثر من محور لزيادة حجم التجارة بين الأردن والعراق وازالة أي صعوبات تواجه حركة التبادل التجاري وتحفيز رجال الأعمال للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين.
وشدد الشمالي على أهمية إقامة معرض الصناعات الأردنية في بغداد في هذا التوقيت من عدة زوايا أهمها إيصال رسالة بعودة الأمن والاستقرار الى العراق الشقيق وباعتبار المعارض أيضا نافذة لزيادة حجم التجارة البينية وإتاحة المجال للقطاع الخاص في كلا البلدين للالتقاء والتعرف على منتجات كل طرف.
وقال:" نأمل أن يشكل المعرض رافعة وانطلاقة جديدة لعودة العلاقات التجارية بين البلدين الى سابق عهدها حيث كانت المبادلات التجارية تتجاوز ملياري دولار، ونرحب أيضا بتنظيم معرض للصناعات العراقية في الأردن مع التأكيد على أهمية استمرار إقامة المعارض لغرض دعم أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين".
وأشار إلى أن اقامة مثل هذه المعارض تساهم في تعظيم الفرص من خلال اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال الأردنيين وأشقائهم العراقيين والتي تُحفزِّها البيئةُ الاقتصادية الداعمة الناشئة عن السياسات الاقتصادية والاستثمارية الحكومية التي تتفاعل وتتكيف مع الظروف المتغيرة بفعل التطورات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.
وفي سياق متصل قال الشمالي ان الحكومتين الأردنية والعراقية وترجمة لتوجيهات قيادتي البلدين تعملان لإنجاز مشاريع استراتيجية في غاية الأهمية لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما وتوفير الظروف المناسبة للقطاع الخاص في كلا البلدين لإقامة شراكات استثمارية فاعلة تخدم مصالح البلدين وفي مقدمة ذلك مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة الذي يسير العمل فيه وفق المخطط المعدل لذلك، والان في مرحلة اعداد الجدوى الاقتصادية للمشروع من قبل شركة استشارية عالمية متخصصة.
وأشار الى أن قطاع الصناعة الأردني يعد من أهم الروافد للاقتصاد الاردني ومحفزاً كبيراً لبيئة الاستثمار والأعمال حيث شهدت الصناعة الأردنية تطوراً كبيراً على مدى العقود الماضية و فرضت نفسها بقوة في الأسواق العالمية وخاصة في ظل تداعيات جائحة كورونا التي القت بظلالها على العالم أجمع حيث أصبحت الصناعات الأردنية تنافس صناعات دول متقدمة بفضل التوجيهات الملكية السامية والخطط والسياسات الحكومية التي ركزت على تطوير القطاع الصناعي وتعزيز تنافسيته من خلال توفير بيئة استثمارية منافسة وتدعيم أركان الاقتصاد الوطني.
وقال الشمالي لقد تم تهيئة التشريعات الناظمة للنشاط الاقتصادي لإحداث نقلة نوعية على صعيد تحسين الجاذبية الاستثمارية للمملكة ومعالجة المعيقات التي تواجه المستثمرين وتوحيد المرجعيات التي تعنى بالاستثمار ومنح الحوافز للمشاريع الاستثمارية حيث ان المنتجات الأردنية اليوم أصبحت تصل إلى أكبر وأهم الأسواق العالمية بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها الأردن على المستوى الثنائي ومتعدد الاطراف حيث شكلت المنتجات الصناعية ما نسبته 86 % من إجمالي الصادرات الوطنية في العام 2020، وصلت هذه الصناعات إلى 140 دولة حول العالم مما مكن أصحاب الأعمال الاستفادة من فرص الوصول إلى الأسواق المتاحة للمنتجات الصناعية الأردنية لدخول أسواق الشركاء التجاريين.
وقال ان المنطقة الحرة المشتركة بين البلدين في مراحلها النهائية، حيث تم استملاك الاراضي، لاحقا لاستكمال جميع الاجراءات.
بدوره، قال وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل الخباز ان افتتاح معرض للصناعات الأردنية في بغداد وما يحمل في طياته تأكيدات على حرص البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما في مختلف المجالات وفي المقدمة زيادة حجم التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة.
ولفت الى اهمية وجود تعاون وشراكات اقتصادية مثمرة تعود بالنفع على البلدين والعمل المشترك لتجاوز أي معوقات تواجه حركة التجارة للدفع باتجاه إقامة مشروعات استثمارية من قبل القطاع الخاص والاهتمام أيضا بمشروع المدينة الاقتصادية الذي يجري العمل على تنفيذه.
وقال رئيس غرفتي صناعة عمان والأردن إن تنظيم معرض متخصص للصناعات الأردنية في العراق الشقيق يأتي ضمن خطط وأهداف الغرفة في تعزيز وتطوير العلاقات التجارية سعيا الى تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يحقق المنافع المشتركة.
وأضاف أن العراق تعد من الأسواق التقليدية الرئيسية التي يعول عليها كثيرا لزيادة الصادرات الوطنية بحكم القرب الجغرافي وقدرة الصناعة الوطنية على تلبية احتياجاته من مختلف السلع بأسعار منافسة وجودة عالية.
وأكد حرص الغرفة على تذليل الصعوبات التي تواجه حركة انسياب السلع بين البلدين من خلال التواصل مع الجهات الحكومية المعنية للسعي الى حلها وتعزيز الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين لا سيما في ظل الجهود السياسية التي تبذل لتوسيع شراكات البلدين الاقتصادية.
وبحسب الجغبير يتضمن المعرض عينات أمام رجال الأعمال العراقيين وبيعا مباشرا للجمهور والمستهلك النهائي وتمثل المشاركة الاردنية قطاعات متعددة منها :الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل ، ومنتجات البحر الميت ،والدهانات و كيماويات البناء ،والصناعات التموينية والغذائية والزراعية والثروة الحيوانية ، والصناعات الخشبية والاثاث ، وقطاع الصناعات البلاستيكية والمطاطية ،والصناعات الهندسية والكهربائية وتكنولوجيا المعلومات ، والصناعات الجلدية والمحيكات ، وقطاع صناعات التعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية ، والصناعات الانشائية .
وأشار مسؤول ملف التصدير إلى العراق في غرفة صناعة الأردن إيهاب قادري، الى أهمية السوق العراقي بالنسبة للمنتجات الاردنية، مبينا ان المنتجات الاردنية تتمتع بجودة عالية وتستطيع المنافسة في العراق.
وبين قادري أن المعرض يتضمن عرض عينات لمنتجات 75 شركة أمام التجار العراقيين، بينما تقوم 20 شركة أخرى بالبيع المباشر للجمهور للتعريف بالمنتج الأردني للمستهلك العراقي.
وأكد قادري أن الغرفة تسعى من خلال إقامة المعرض في بغداد على مساحة 2000 متر مربع، إلى إعادة الألق وتواجد المنتجات الأردنية داخل السوق العراقية، مبينا أن المعرض يشكل فرصة كبيرة لترويج الصناعة الأردنية وبناء علاقات مع التجار العراقيين سعيا الى تحقيق الصفقات التجارية.
وأوضح قادري أن السوق العراقية تعد شريانا مهما لزيادة الصادرات الوطنية، خصوصا وأنها كانت تشكل 19 % من إجمالي الصادرات الصناعية قبل إغلاق الحدود البرية العام 2015.
من جهته، أكد نقيب اصحاب شركات التخليص ونقل البضائع ضيف الله ابو عاقلوة ان مشاركة النقابة تأتي كون قطاع التخليص ونقل البضائع هو من القطاعات الرئيسية المساندة للقطاع الصناعي من حيث نقل وتصدير واستيراد وتخليص كافة البضائع واتمام كافة الإجراءات المطلوبة.
ولفت الى اهمية المشاركة في البضائع لترويج المنتجات الاردنية وفتح اسواق جديدة.
وقال مدير ترويج الاستثمار والمعارض في وزارة الاستثمار بلال حموري ان الوزارة تساعد في تنظيم المعارض من اجل فتح اسواق جديدة امام المنتجات الاردنية مشيرا الى ان الوزارة قدمت دعما ماليا للمشاركين من اجل اتاحة الفرص لهم للتواجد بالاسواق الخارخية وعرض منتجاتهم.
وعقد الوزير الشمالي على هامش فعاليات المعرض سلسلة لقاءات مع وزراء ومسؤولين عراقيين وممثلي القطاع الخاص لبحث آليات تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.